على مدار يومين نظمت غرفة أبها ملتقى «الشركات العائلية2020 بمشاركة الشريك والمنظم مركز القانون السعودي للتدريب والمركز الوطني للمنشآت العائلية، يأتي الملتقى لتعزيز دور الشركات العائلية بمنطقة عسير، ولتخطي التحديات والمعوقات التي تواجهها بعض الشركات العائلية
بدأت أولى جلسات الملتقى بالمحور الأول حول الحوكمة وأثرها على مستقبل الأعمال والشركات العائلية يقدمها كل من الدكتورة نوف الغامدي والمستشار عبدالله الفرحة وشددت الجلسة الأولى على تفعيل دور مجلس الإدارة في الشركات العائلية، من خلال تفعيل العلاقة مع الجهاز التنفيذي، ووضع الرؤية والرسالة، ووضع المعايير الخاصة بالنجاح، ومساعدة الجهاز التنفيذي على تحقيقها. وأكدت الجلسة على أن حوكمة الشركات هي مجموع القوانين والمعايير التي تحدد العلاقة بين إدارة الشركة من ناحية وحملة الأسهم وأصحاب المصالح أو الأطراف المرتبطة بالشركة من جهة أخرى. حيث تُعد الحوكمة فكراً جديداً على المملكة نسبياً سواء على الشركات أو المؤسسات أو على الأفراد أنفسهم.
تلا ذلك المحور الثاني للملتقى حول الموارد البشرية وأهميتها في إدارة الأعمال بالشركات العائلية الذي ناقشه كل من الدكتور محمود خان والأستاذة خلود موسى. حيث تم التأكيد على أنها من أهم وأخطر عوامل تعاقب الأجيال واستمرارها في الشركات العائلية، لأنها تعكس فكر الإدارة والحوكمة داخل الشركات. إذ إن واجب المؤسس ليس العمل فقط على حل المشاكل الاقتصادية والمادية والإدارية، بل العمل على تهيئة الأبناء والأجيال للتماسك والبقاء والتعاقب على الملكية والإدارة بكل يسر وسهولة، وهذا أساسه الإدارة والقيادة الواعية لمخاطر المستقبل والتحسب لما هو قادم، دون أن يراهن على أن الأبناء قادرين من تلقاء أنفسهم على حل تلك المشاكل والاختلافات.
واختتمت فعاليات اليوم الأول بالمحور الثالث وهو الإدارات القانونية والمالية واثرها على مستقبل الأعمال العائلية وتحدث خلالها المستشار سلطان البوق والدكتور عبد الله باعشن حيث تم التطرق لأهمية الإدارات القانونية والمالية بالشركات العائلية وخاصة في تنظيم العمل الإداري والقانوني وتحديد الصلاحيات والمهام، مع وجود وصف وظيفي لكل وظيفة ومواصفات ومزايا معلومة لشاغلي تلك الوظائف، وطرح الأعمال والمناقصات والصفقات التجارية، ليساعد أبناء العائلة على تطوير قدراتهم وإمكانياتهم لخلق مناخ نظيف للأعمال داخل المنظومة الاقتصادية، مع إدخال الخبراء والمتخصصين في مجالس إداراتهم وأعمالهم وقراراتهم الاستراتيجية.
مع بداية فعاليات اليوم الثاني للملتقى تم مناقشة محور الجوانب الشرعية والقانونية للشركات والأعمال العائلية للمحامي جاسم العطية والمستشار يامن أبو شليب، حيث تم التأكيد على أهمية وجود المستشارين من خارج نطاق العائلة، وألا تنحصر إدارة الشركة العائلية في فرد واحد من العائلة كونه يعرض الشركة للخطر،. أنه من المهم إشراك أفراد العائلة داخل الشركة، وخاصة في عملية تعاقب الأجيال الذي يجب أن يكون تعاقب سلس كونه يتم على مراحل متوالية فضلاً عن تزويد الأجيال المتعاقبة بالبرامج التدريبية المتنوعة.
ثم تم مناقشة محور الحلول القضائية والقانونية وتسوية الخلافات العائلية والتركات للمحامي ماجد قاروب والمقيم المهندس سعد العظم وتناول ضوابط التعامل مع الخلافات العائلیة وفصل الملكية عن الإدارة والحلول العملية لتسوية النزاعات، وضوابط التعامل مع الخلافات العائلیة، حیث أشار إلى أن العمل العائلي ھو عملية دقيقة وشديدة الحساسية لا بد أن تتم وفق توافق تام، وارتياح متبادل، وبشكل مبني على خبرات ومعارف عميقه تراعي احتياجات العائلة وطبیعتھا وخصوصیتھا.
ثم تم طرح محور التمويل والاستشارات المالية ومستقبل الأعمال والشركات العائلية للمستشار بارع عجاج والمستشارة روزانا الطيار حيث تم مناقشة التحدیات التي تزداد مع اتساع حجم العائلة وتضخم ثروتھا وتشعب أعمالها . وتم دراسة خدمات أنظمة العمل والعائلة، وتحويلها إلى عمليات ذات جودة وفعاليه من منظور عمل ابداعي ابتكاري في جميع الاتجاهات، نعمل في جميع المجالات التي تُهم ملاك الشركات العائلية وأبنائهم والعاملين بها والمتعاملين، تشمل تلكً المجالات: التمويل، والإدارة، وعلم النفس العائلي، وبناء الفريق، والاتصالات.
واختتمت فعاليات الملتقى بمحور الميثاق العائلي واحكام الالتزام في الشركات والأعمال للأستاذ طلال العجلان والأستاذ حسن العماري حيث تم عرض ميثاق الاسترشادي للشركات العائلية السعودية، بهدف تعزيز قيم العائلة التجارية، وتحقيق أهداف الشركات وتنمية أعمالها، وفق إطار مؤسسي يدعم إمكانية توسعها وزيادة فرص نجاحها وصون سمعة الشركة ومكانتها التجارية باعتبارها إرثا للعائلة وأجيالها المقبلة.ويعد الميثاق الاسترشادي وثيقة عائلية ذات غرض تجاري موجهة في المقام الأول لتنظيم الملكية العائلية في الشركة، ويمثل سجلا من سجلاتها يظهر ما تمثله الشركة للعائلة من قيمة.
من جانبه أكد الأمين العام لغرفة أبها الدكتور رياض آل عقران على دعم الغرفة لجهود استراتيجية الشركات العائلية من خلال تنفيذ حزمة من البرامج خاصة أن ملتقى الشركات العائلية أحد البرامج المنفذه لتلبية احتياجات الشركات بالمنطقة ، مشيراً إلى أن هناك حرصًا كبيرًا من مجلس إدارة الغرفة على اطلاع كافة مشتركي الغرفة ذوي العلاقة لما يدور أو سوف يحدث مستقبلاً من خلال عرض المستجدات بالنسبة للشركات العائلية ، مشيراً إلى أن الملتقى قد ناقش العديد من المحاور أهمها التوجهات وأفضل الممارسات في حوكمة الشركات العائلية، على أهمية نشر ثقافة الحوكمة والعمل المؤسسي للشركات العائلية بين أوساط مُلاك الأعمال العائلية وبيان ما يحتاجه ذلك من إجراءات قانونية ومواثيق عائلية لضمان استمرار هذه الشركات في عطائها لخدمة الاقتصاد الوطني.
جميع الحقوق محفوظة للغرفة التجارية الصناعية بأبها © 2019