القيادة الملهمة في زمن الابتكار
نظمت غرفة أبها اللقاء التفاعلي "القيادة الملهمة في زمن الابتكار"، ضمن مبادراتها الرامية إلى صناعة الفرص وتعزيز ثقافة الابتكار في بيئة الأعمال. أدار اللقاء الدكتور حامد بن صالح القحطاني، عميد عمادة الخدمات الإلكترونية بجامعة الملك خالد، بحضور الأستاذ فهيد بن غانم أبا الخيل، مساعد الأمين العام للخدمات المساندة بالغرفة. تأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة اللقاءات التثقيفية التي ترعاها غرفة أبها بهدف تمكين الكوادر القيادية وتنمية مهاراتهم بما يواكب متطلبات التطور الرقمي والتحولات الاقتصادية المتسارعة. استعرض اللقاء مفهوم القيادة الملهمة وأهميتها في صناعة التغيير، وتم التأكيد على أن القائد الملهم لا يكتفي بإدارة الفريق، بل يعمل على تمكينه وتحفيزه على التفكير الإبداعي وطرح الأفكار خارج الصندوق، وطرق بناء بيئة آمنة للتعبير عن الآراء وتشجيع المبادرات، حتى لو كانت غير تقليدية، يُعد حجر الأساس لثقافة الابتكار المستدام. كما تطرق اللقاء إلى تحولات مفاهيم القيادة في العصر الحديث، مشيرًا إلى أن القيادة لم تعد مجرد إصدار أوامر، بل باتت تتطلب مرونة، وتكيفًا، وقدرة على إلهام الفريق. وتم تعريف الأنماط الأساسية للقيادة الحديثة التي منها: القيادة الخادمة والتحويلية والرشيقة والتي عن طريقها يمكن اتخاذ قرارات سريعة والاستجابة الفعّالة للتغيرات. وشدّد اللقاء على أن الابتكار ليس نتاج الصدفة، بل نتيجة لمهارات قيادية مُتعمّدة تجمع بين التفكير النقدي، وحل المشكلات المعقدة، والتجريب السريع من جهة، وبين الذكاء العاطفي، وبناء الثقة، ونقل الرؤية بوضوح من جهة أخرى. وأوضح اللقاء أن الابتكار في المؤسسات لا يقتصر على وجود "قسم ابتكار"، بل يتطلب بناء ثقافة مؤسسية تدعم المخاطرة المحسوبة، وتعتبر الفشل فرصة للتعلّم، وتفعّل مشاركة الموظفين، لافتاً إلى أهمية ربط أهداف الابتكار بالأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، وتمكين ذلك عبر هياكل عمل رشيقة ومنصات مفتوحة لجمع الأفكار، كما تم استعراض مجموعة من الأدوات المنهجية التي يعتمدها القائد الابتكاري لضمان نتائج إبداعية وفعّالة. اختتم اللقاء بجلسة تفاعلية مفتوحة مع الحضور، شارك خلالها المشاركين بتجاربهم العملية وآرائهم حول سبل تطبيق مفاهيم القيادة الملهمة والابتكار في واقعهم المهني، في جو من الحوار البنّاء وتبادل الخبرات.